الزلموكة: السيارة التي جمعت العرب... ثم فرّقتهم .

في لحظة حديث عابرة مع ابن أختي "مروان"، مواليد عام 2000، سألته بكل براءة: *"عارف الزلموكة؟"* فوجدت نظرة فارغة تمامًا، أشبه بنظرة شخص يسأل نفسه: "هي دي لعبة جديدة على البلايستيشن ولا اسم فيلم قديم؟" وهنا، شعرت بصدمة حضارية حقيقية، وكأن جزءًا من تراثنا الثقافي في خطر الانقراض! سيارة *مرسيدس W124*، التي أطلقتها الشركة الألمانية عام 1985، كانت بالنسبة لجيلنا وأكثر من مجرد سيارة. كانت رمزًا للهيبة، للقوة، للرفاهية، بل وحتى للسطوة الاجتماعية. لم تكن تُرى على الطرقات، بل كانت "تُعرض" كما تُعرض التحف الفنية. المصريون، كعادتهم في إطلاق الأسماء على أي شيء وأي أحد، قرروا أن هذا الطراز المميز يستحق لقبًا يليق به. وهكذا، ولدت *"الزلموكة"*! اسم مشتق من شكل مؤخرة السيارة المثلثة، التي تشبه ذيل الطائر المعروف لدينا بـ"الزلموكة". وفي حين كان الألمان يتباهون بتصميمها الانسيابي وميزاتها الميكانيكية، كنا نحن المصريين ننظر إلى "المؤخرة" ونطلق الاسم! . زلموكة هنا... بطة هناك... وأرنب في مكان آخر! ولكن القصة لا تنتهي عند المصريين، بل تم...