المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2025

الزلموكة: السيارة التي جمعت العرب... ثم فرّقتهم .

صورة
 في لحظة حديث عابرة مع ابن أختي "مروان"، مواليد عام 2000، سألته بكل براءة: *"عارف الزلموكة؟"*  فوجدت نظرة فارغة تمامًا، أشبه بنظرة شخص يسأل نفسه: "هي دي لعبة جديدة على البلايستيشن ولا اسم فيلم قديم؟" وهنا، شعرت بصدمة حضارية حقيقية، وكأن جزءًا من تراثنا الثقافي في خطر الانقراض! سيارة *مرسيدس W124*، التي أطلقتها الشركة الألمانية عام 1985، كانت بالنسبة لجيلنا وأكثر من مجرد سيارة. كانت رمزًا للهيبة، للقوة، للرفاهية، بل وحتى للسطوة الاجتماعية. لم تكن تُرى على الطرقات، بل كانت "تُعرض" كما تُعرض التحف الفنية. المصريون، كعادتهم في إطلاق الأسماء على أي شيء وأي أحد، قرروا أن هذا الطراز المميز يستحق لقبًا يليق به. وهكذا، ولدت *"الزلموكة"*! اسم مشتق من شكل مؤخرة السيارة المثلثة، التي تشبه ذيل الطائر المعروف لدينا بـ"الزلموكة". وفي حين كان الألمان يتباهون بتصميمها الانسيابي وميزاتها الميكانيكية، كنا نحن المصريين ننظر إلى "المؤخرة" ونطلق الاسم! .  زلموكة هنا... بطة هناك... وأرنب في مكان آخر! ولكن القصة لا تنتهي عند المصريين، بل تم...

اللجنة يا باشا!!

صورة
العلاقة بين الشعب المصري والسلطة الحاكمة ليست علاقة أحادية الاتجاه تعتمد فقط على القوانين واللوائح التي تفرضها الدولة. بل إنها علاقة معقدة تحمل بين طياتها مزيجًا من الاحترام والحذر، التعاون والمقاومة، وحتى التحدي الساخر أحيانًا. ومن بين أبرز مظاهر هذه العلاقة يظهر نوع فريد من السلوك الجماعي الذي يمكن وصفه بـ"التنبيه المتبادل"، أو كما يسميه البعض "روح التكاتف الشعبي" والتنبيهات الضوئية على الطرقات أحد أبرز الأمثلة على هذه الظاهرة هو المشهد اليومي على الطرق المصرية. عندما يصادف السائقون لجنة مرور أو رادار لمراقبة السرعة، يقومون بتنبيه السيارات القادمة عن طريق استخدام الأضواء الأمامية. يتم ذلك عادة بتشغيل الأضواء بشكل متكرر وسريع، وهي إشارة متعارف عليها بين السائقين تعني: "احذر، هناك لجنة أو كاميرا مراقبة أمامك". هذا السلوك يُعبّر عن حالة من التضامن غير المعلن بين الأفراد ضد ما يُعتبر نوعًا من الرقابة أو العقاب الذي تمارسه الدولة، حتى لو كان الهدف منه تنظيم المرور والحفاظ على الأرواح. الغريب في الأمر أن هذه التنبيهات الضوئية قد أصبحت تقليدًا شعبيًا ...