بطيخة يجوب شوارع القاهرة
في نهاية الخمسينيات، بدأت مصر في بناء صناعة سيارات وطنية تواكب تطلعاتها نحو الاستقلال الاقتصادي، وكان من أبرز إنجازات هذه المرحلة تأسيس شركة النصر للسيارات. لم تقتصر الشركة على إنتاج سيارات الركوب فحسب، بل امتد نشاطها إلى تصنيع الشاحنات والحافلات، ليظهر في أوائل الستينات أتوبيس "نصر 110" الذي كان بمثابة ثورة في قطاع النقل العام.
مع دخول الأتوبيس الجديد الخدمة في شركة النقل العام بالقاهرة الكبرى، شعر المصريون بفخر شديد بمنتج محلي يطوف شوارع العاصمة. كان الأتوبيس يتمتع بتصميم عصري آنذاك، وألوانه الحمراء الزاهية التي ميزت أسطول النقل العام في القاهرة زادت من شعبيته.
كان التصميم الأمامي للأتوبيس دائريًا، مع مصابيح دائرية كبيرة، مما جعله يبدو شبيهاً بثمرة البطيخ، فأطلق عليه المصريون هذا اللقب الذي أصبح جزءًا من هويته في شوارع القاهرة. هذا الاسم الشعبي لم يكن مجرد مزحة، بل كان تعبيرًا عن العلاقة القوية التي نشأت بين المصريين وأتوبيسهم المحلي الصنع.
جاء بطيخة بمحرك ديزل ماجروس دويتس من ست اسطوانات .. كان محرك اعتمادي و لكن يعيبة عدم احتمالة للحرارة العالية داخل القاهرة خصوصا في أشهر الصيف .
ظل "بطيخة" جزءًا من مشهد القاهرة لسنوات، حتى جاءت تصاميم أحدث وحلت محله تدريجيًا، لكن اسمه لم يُنسَ أبدًا. حتى اليوم، عندما يتذكر المصريون أيام الستينات والنقل العام، يعود اسم "نصر 110" ليحضر في الأذهان، مصحوبًا بذكريات الزمن الجميل، عندما كانت الحافلات الحمراء تجوب الشوارع، محملة بأحلام وأصوات المصريين.
ربما لم يعد "بطيخة" يتجول في الشوارع، فقد تقاعد بسكل نهائي في بداية التسعينات ، ، فلم نعد نراه يجوب شوارع مصر ، لكنه حفر اسمه في تاريخ صناعة السيارات المصرية، وظل رمزًا لفترة كان فيها الإنتاج المحلي مصدر فخر لكل مصري.
.....
ألبوم الصور
بطيخة
مؤسسة النقل العام بالقاهرة - برقم مسير 681 - خط 174 امبابة / القلعة / السيدة - القاهرة عام 1964م
.. شكر خاص لصفحة Egyptian old Buses memories - اتوبيس مصر زمان على فيس بوك و القائمين عليها فهي ثرية بالمعلومات
تعليقات
إرسال تعليق